كيف أمهد لهذا الموضوع المهم ؟ كيف أكتب مقالة أفند فيها أهمية التأمل الذاتي ؟ أيهما أسبق في الوجود القلق أم التقاعس ؟ أي من منهما تسبب في الآخر؟
لقد خُلِقنا لكي نحقق إمكانياتنا , وليس فقط تحليلها .لكننا كثيراً ما نحبس أنفسنا في تفكير مفرط ونظن إننا شخصيات محللة , باحثة , مفكرة , ولكن الحقيقة قد تكون بعيدة تماماً عما نظنه عن أنفسنا.
فالتقييم النقدي من المفترض أن يسهل لحياتك عيشها وليس العكس. في هذه المقالة ” سنحلل ” وسنفند ما الذي يحدث عندما تعيش حياتك في عقلك أكثر من الواقع من خلال 12 علامة على أن المشكلة الوحيدة في حياتك هي إنك تفكر أكثر من عيشها.
1- عندما تكون أهدافك هي تحقيق نتائج مثالية وليست أفعال أو مجهودات مثالية.
بمعنى أنت تحب أن تفكر أكثر من أن تعمل وتبذل مجهود. تحب التحليل النقدي للنتيجة المرجوة المستقبلية أكثر من أن تخطو خطوات فعلية و جادة وتقوم باﻹجراءات اللازمة لتحقيقها.
ويزداد اﻷمر سوءاً , عندما تحلم بحياة مثالية وكيف سيراها الآخرون بدلاً من أن تفعل مهامك اليومية.
النصيحة : إتحرك وإبدأ ..وخذ أول خطوة بجدية.
2- هل تحلم أحلام يقظة كثيرة ؟
هناك أحلام يقظة غير متكيفة وغير مفيدة. وهي عندما تتخيل خيالات واسعة لتحل محل التفاعل البشري والعلاقات الحقيقية أو حتى وظيفتك العامة. أحلام اليقظة غير المتكيفة هذه يختبرها الكثيرون أثناء سماع الموسيقى أو القيام بفعل لا يحتاج لتفكير عميق مثل المشي أو العدو أو التأرجح.
فبدلاً من مواجهتك مشاكل الحياة , تبدأ في الحلم في بدائل عظيمة وفانتازية Fantasy تمنحك شعوراً بالنشوة للتخلص من مشاعرك المزعجة.
النصيحة : لاحظ أحلام يقظتك , وإسأل نفسك , هل تنفعني أم إنها تبعدني عن مشاعري الحقيقة.
3- عندما تكون أهدافك في الحياة معنوية.
هل هذا عيب ؟ بالطبع لا. فأين المشكلة؟
المشكلة هي إنك تريد مساعدة الناس , أو التعليم, أو معاونة الضعفاء أو رد الحقوق أو غسماع صوت من لا صوت لهم. ولكن المشكلة إنك لا تعرف كيفية القيام بذلك. فبالتالي و بالتأكيد لا تركز على تجسيده في حياتك الحالية, في المواقف التي تعيشها بالفعل , مع اﻷشخاص الذين تصادفهم في تفاعلاتك اليومية.
النصيحة : ما هو مبدأك أو قضيتك ؟ كيف تحققها في حياتك اليومية البسيطة. ؟
4- مشوار اﻷلف ميل…
لماذا لا تأخذ أول خطوة ؟ القصة وما فيها هو أن حل معظم مشاكلك يكمن في أن تتخذ قرار بسيط أو تبدأ في إجراء بعض التغغيرات البسيطة في حياتك. ولكن ..
ولكن أنت ترفض ذلك رفضاً قاطعاً. فماذا تفعل حتى لا تبذل مجهود أول خطوة أو الخطوات اللاحقة ؟
بالضبط. تبدأ في استخدام التفكير المفرط كوسيلة للتشتيت وكحجة مقنعة ومقنًعة . وهذه الحجة تبدو وكأنها شيئاً نبيلاً. فكأن لسان حالك يقول أنا لم أبدأ ﻹني أفكر في الحل. ولكن هذه الطريقة والحجة لا تجدي نفعاً لعيش الحياة التي تتمناها في الواقع إلا إذا بدأت العمل الفعلي وبذلت مجهوداً.
النصيحة: إبدأ في أول خطوة في مشوار الألف ميل.
5- أين ذهبت ال 24 ساعة الماضية ؟
بالرغم من كثرة مشغولياتك إلا أنك لست منتِج بالقدر الكافي ولا تحقق إنجاز ملموس. يبدو أن هناك شيء ما لا ينتهي. تضيع الساعات ولا تعرف أين ذهبت. تشعر دائماً بالتوتر واﻹرهاق وعقلك لا يتوقف عن التفكير في كل شيء وأي شيء. الفيسبوك يمدك دائماً باﻷفكار والصراعات الفكرية والجدالات التي قد تبدو مهمة. ولكنها في واقع الأمر تبعدك عن واقع الحياة التي تريدها وتتمناها. تعيش كما لو كنت في خضم مهمة شاقة لا تُنجز أبداً.
النصيحة: اعرف أولوياتك , ابتعد عن أي شيء أو فكرة حتى ولو كانت تستحق مادامت تبعدك عن هدفك.
6- لماذا تهرب من حلمك؟
هذه النقطة سهلة ومعروفة و أستطيع أن أعتبرها إنها ليست حيلة خبيثة.
فبدلاً من بذل جهد حقيقي واﻹنفتاح تدريجياً على حلمك وهدفك , تقنع نفسك بأنك لا تستحقه أو إنه مستحيل الحدوث أو تخبر نفسك إنك بعد تحقيقه ستفقده. ( فالأفضل عدم إمتلاكه بدلاً من إمتلاكه لفترة قصيرة. )
النصيحة : عش اللحظة ودع المستقبل.
7- تتحدث عما تكرهه أكثر عما تحبه.
هذه النقطة عميقة. وتحتاج أن تراقب ذاتك وتعرفها. هل أنت ترتبط وتنشغل بصراعات تحوي قدراً من الغضب أو الكراهية أو الحقد ؟
فهذا معناه إنك لا تبذل قدراً كافياُ ﻹيجاد شيء آخر أنت تحبه أو أكثر إهتماماً بالنسبة لك لكي تتحدث عنه سواء مع الآخرين أو على السوشيال ميديا أو حتى بينك وبين نفسك.
فأنت تعرف نفسك بما تكرهه وليس بما تحبه وتسعى إليه.
وهناك إحتمال آخر ولكنه يحتاج لتحليل نفسي معمق وهو إنك تبحث عن قيمتك في مثل هذه الصراعات ﻹنها تشعرك بالتفوق على الآخر. ( دعونا نؤجل الحديث عن هذه النقطة لمقال آخر)
النصيحة: قل لي ماذا تحب أقول لك من أنت ؟ … دع الكراهية وإبدأ الحياة والحب والفرح.
8- الخوف من آراء الآخرين.
قد تخاف من النقد أو أن يُحكم عليك , أو تخاف من اﻹقصاء. إذا كان هذا الخوف موجودًا في حياتك بدرجة كبيرة، فعادةً ما يكون ذلك لأنك قد بنيتَ بالفعل الكثير مما تعتقد أنك تحبه أو تفعله بناءً على آراء الآخرين أو لنيل استحسانهم.لذلك لا تتخذ اي إجراء تلقائي أو لا تقدم على أي شيء جديد أو غير مألوف ( إللي نعرفه أحسن من إللي ما نعرفهوش ) فتلجأ للتفكير كثيراً في ردود اﻷفعال التي قد تجبرك على تغيير ما تريده.
النصيحة : تذكر قصة جحا وابنه والحمار. .. أياً ما ستقدم عليه ستجد من ينتقدك .. في كل اﻷحوال تحرك وإبدأ الحياة.
9- اﻹمتنان.
كيف تجعلني ممارسة اﻹمتنان حياً ومتحركاً بواقعية في الحياة؟ إذا فكرتَ مليًا، فقد تتبادر إلى ذهنك عشرة أشياء تشعر بالامتنان لها.
المشكلة أو “مشاكلك” لا تكمن في “عدم امتلاكك” بقدر ما تكمن في عدم إدراكك لما تملكه. الامتنان يحفزك على المزيد من العمل، والمزيد من المعاملة بالمثل. المشاعر الإيجابية لا تتركك أبدًا في حالة ركود والتفكير المفرط فيها.
النصيحة : مارس اﻹمتنان … شكراً.
10- محبوس في الماضي.
ترغب في تغيير شيء ما في حياتك , تجديدها, تحسينها. ولكن جُل تركيزك ينصب على تفكيك القديم , وتحليله ومحاولة تأطيره. بمعنى آخر، أنت من أولئك الذين يحاولون إيجاد الراحة في الإفراط في تحليل الأمور القديمة لفهمها كمحاولة منك ﻹكسابها معنى. بينما في الواقع، التعقيد هو نتاج انعدام الأمن، وانعدام الأمن هو نتاج عدم القدرة على تقبّل الواقع البسيط للوضع.
النصيحة : كما نقدمها في برامج التعافي .. “ الحياة بشروطها “
11- الحلول السريعة .
ما الذي يحدث عندما لا نوفق أو نفشل؟ نبحث عن مخرج أو حل سريع ينتشلنا من مشاعرنا المحبطة والمتألمة. فبدلاً من أن نسال عن أسباب فشلنا نبدأ في رثاء ذاتنا والتقوقع داخل أنفسنا والعيش في دور الصعبانيات أو اللجوء لمختلف أنواع المخدرات بما فيها الرقمية. في حين أن هذه المرحلة من الحياة تستلزم أن نحلل الموقف ونبحث عن حل واقعي للخروج من اﻷزمة حتى ولو كان مجهداً.
النصيحة: لا ترث لذاتك .. بل إنهض وتحرك.
12- إبدأ ولا تنتظر.
أنت دائمًا تتخيل ما تريد فعله، لكنك لا تُنفّذه أبدًا. أقنعت نفسك أن الحياة تبدأ عندما تكتمل جميع العناصر وعندما تكون الظروف مواتية أو تتحسن. لكن في الواقع، الحياة هي فعل ذلك بالرغم من الظروف غير المناسبة والمعوقات.
النصيحة: إبدأ فوراً.