لماذا تجد صعوبة في التعبير عن غضبك و إستياءاتك ؟
هل هناك شخص يستطيع الإدعاء إنه لا يغضب ؟ أعتقد إنه صعب جداً . بدون الحاجةلأن تكون معالج نفسي كي تقر هذه الحقيقة.
فكبت المشاعر و عدم إخراجها بشكل صحيح ليس هو أصح شيء لسلامتك النفسية.
والغضب له مكونات ثقافية وهو أيضاً عاطفة طبيعية تساعدك على التعلم والنمو وجدانياً.
فلا يوجد ما يشينك في مشاعرك الغاضبة , القصة و ما فيها هو أن تعرف كيف تتعامل مع غضبك.
معرفة كيفية التعبير عن غضبك أمر ضروري للصحة النفسية الجيدة. فهو شيء حيوي أن “تشعر إنك بخير”.
سنستعرض سوياً بعض الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص غير قادرين على التعبير عن غضبهم ، وكذلك العواقب المحتملة للقيام بذلك.

1- “لا أستطيع التعبير عن غضبي لأنني لا أعرف كيف”.
قبل أن نخوض في تحليل هذا السبب تجدر الإشارة إلى أهمية أن تكون حازماً و حاسماً في بعض المواقف قبل أن تعتمل داخلك مشاعر الغضب. فعدم الحزم قد يكون مظهر لعدة عوامل مثل:
– أنت تخاف أن تقول و أن تعبر عن أفكارك حتى لا تصطدم بالتيار الغالب. ( في هذه الحالة قد تفضل أن تمسك العصا من المنتصف على أن تقول رأيك بصراحة أو لا تعبر عنه من الأساس و تكتمه في نفسك )
– ربما تشعر إنك إذا نفست عن غضبك فقد تفقد أعصابك. و بالتالي ستتعرض للنقد و سيظهر الغضب بشكل غير سليم.
– تخاف من أن تهرب الكلمات منك في لحظات التواصل و الحوار.
و النصيحة المقدمة هي أن يكون لديك بعض النقاط واضحة: ما تريد قوله ، وما تشعر به ، وكيف تحتاج إلى قوله.
فجهز ما تريد قوله في نقاط واضحة و مختصرة هو طريقة فعالة لإخراج الإستياء.
إسأل نفسك لماذا أنا غاضب؟ في الأغلب ستكون الإجابة هي إن أخاف من الخسارة , لإني شاعر بعدم الأمان , لإني لا أعرف كيف أعبر عن إحتياجاتي , دائم الشك في نفسي.
في النهاية النصيحة هي ” عبر عن نفسك “
2- “لا أستطيع التعبير عن غضبي لأنني أعلم أنه ليس لدي سبب مقنع للشعور بهذه الطريقة.”
أتفهم هذه النقطة جيداً على أكثر من مستوى من ضمنها طبعاً كطبيب نفسي. فهناك عدة مستويات من المشاعر و اللاشعور عميقة و قد تحتاج لمتخصص. و هنا علينا أن نغوص قليلاً أو كثيراً لنسأل أنفسنا عن السبب الجذري لمشاعر الغضب هذه .
نبدأ بجزئية أخلاقية أولاً . هل مشاعرك الغاضبة هذه نابعة من إحتياجات أو رغبات أنانية و الموضوع لم يسر كما توقعت ؟
فعلينا تحليل سبب غضبنا. هل لديك الحق في هذه المتطلبات ؟ فإذا كانت الإجابة لا فلماذا أنت غاضب إذا ؟ في هذه الحالة شعورك بالإحباط لإنك لم تحصل على ما هو ليس بحقك وعدم التعبير عن هذا الإحباط سيكون شيء جيد . نعم جيد . حتى تنقي دوافعك فتصبح إنسان أفضل.
لأنه إذا تأنيت و بدأت تحلل الأسباب الكامنة وراء غضبك وقررت أنها صحيحة ، فسيمنحك هذا الأمان والقوة للتعبير عنها.

3- “إذا عبرت عن غضبي ، سأشعر بالذنب.”
إذا كان لديك حقا أسباب للغضب ولكنك تشعر بالذنب حيال ذلك ، فهذا يعني أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام. بمعنى آخر ، يجب أن تقبل أن الغضب لا يجعلك شخصا أفضل أو أسوأ. إذا كنت غاضبا ، يجب أن تعبر عن غضبك بطريقة مثمرة ومناسبة. يجب أن تعمل على احترامك لذاتك. هذا لأنه ، في هذه الحالة ، تمنعك أفكارك من التعبير عن غضبك.
كل ما تشعر به وتختبره مهم بما يكفي للتعبير عنه. في الواقع ، أنت مسؤول عن التعبير عن انزعاجك ، وليس هناك سبب للشعور بالذنب حيال ذلك. الشعور بالذنب هو عاطفة عليك إدارتها لأن كل ما يفعله هو شل حركتك حتى لا تتخذ أي إجراء. تذكر أن لديك الحق في التعبير عن غضبك بشكل مناسب.
4- “حتى لو عبرت عن غضبي ، لا يهم لأن كل شيء يبقى على حاله.”
يعرف هذا الموقف بالعجز المكتسب learned helplessness. لقد تعلمت أنه بغض النظر عما تفعله ، لا يمكنك تغيير وضعك.
هذا النوع من التفكير ليس صحياً بالمرة. إنه يتعبك على المستوى النفسي ويؤثر على قدرتك على التغيير والتطور الشخصي كل يوم. و تحتاج أن تغير معتقدك بشأنه متبعاً في ذلك كل الوسائل سواء كانت روحية أو علمية.
في الختام ، أولا ، عليك التحقق من صحة الأسباب الكامنة وراء غضبك. عليك أن تعرف ما إذا كانت مبررة أم لا وتحتاج إلى معرفة ما إذا كنت تعبر عن غضبك بشكل صحيح ومهذب. بعد ذلك ، عليك أن تجد حلا لما يسبب هذا العجز المكتسب. ابدأ إشتغل على نفسك سيكون الأمر يستحق ذلك في النهاية.
شاركني الرأي والتحليل , هل لديك اسباب أخرى تمنعك من التعبير عن رأيك ؟ …تحياتي
