مقدمة :
في علم النفس هناك موضوع شهير و مهم و مرتبط بحياتنا و سلوكياتنا و منذ نشأتنا و هو موضوع التعلم .
Learning
كيف تعلم طفلك سلوكاً معيناً , كيف تعلم حيوانك الأليف , كيف تربي أو تعود شعباً على احترام القوانين مثلا, لماذا تتكرر جرائم بعينها و هكذا .
و أثناء دراستي في الكلية كان يتم شرح الموضوع باللغة الإنجليزية كعادة كلية الطب . و من ضمن عناصر الموضوع كان هو :
Operant Conditioning.
و للأمانة كنت أجد صعوبة في ” تذوق ” هذا المصطلح . فربما أفهمه حرفياً و لكن بشكل جاف ( المصطلح و ليس الموضوع ) أي إني كنت أتمنى أن يجد العالِم مصطلحاً أكثر قربا لي .
للأسف كثير من مصطلحات علم النفس في النصف الأول من القرن العشرين لها انطباع غريب على الأذهان.
و حيث إنه كان عالقاً بذهني منذ سنين طويلة ففكرت أن أكتب ( أترجم ) موضوعا عنه لعل كلنا نستفيد منه و ليس فقط طلاب علم النفس .
و أنا أيضاً في ترجمتي استخدمت ترجمة عربية قاسية قليلا و لكنها دقيقة حرفيا و علمية.
اﻹشراط الاستثابي
قد تكون الترجمة صعبة أو غير مستساغة و لكنها الترجمة العلمية الحرفية لمفهوم :
Operant Conditioning.
هو نظرية للتعلم حيث يتأثر السلوك بعواقبه. فمن المرجح أن يتكرر السلوك الذي يتم تعزيزه (مكافأته)، بينما يحدث السلوك الذي تتم معاقبته بشكل أقل تكرارًا.
بحلول عشرينيات القرن العشرين، ترك جون واتسون علم النفس الأكاديمي، وأصبح علماء السلوك الآخرون مؤثرين، واقترحوا أشكالًا جديدة للتعلم بخلاف الإشراط الكلاسيكي البافلوفي.
Classical Conditioning
ولعل أهم هؤلاء كان بورهوس فريدريك سكينر.
Burrhus Frederic Skinner. (B.F. Skinner)
كانت آراء سكينر أقل تطرفًا قليلًا من آراء واتسون (3191). يعتقد سكينر أن لدينا شيئًا مثل العقل، ولكن من الأفضل دراسة السلوك الملحوظ بدلاً من دراسة الأحداث العقلية الداخلية.
كان عمل سكينر متجذرًا في الرأي القائل بأن الإشراط الكلاسيكي كان مبسطًا للغاية بحيث لا يمكن أن يكون تفسيرًا كاملاً للسلوك البشري المعقد. وأعرب عن اعتقاده أن أفضل طريقة لفهم السلوك هي النظر في أسباب الفعل وعواقبه. وقد أطلق على هذا النهج اسم الإشراط الفعال , أو على حسب عنوان مقالنا ” اﻹشراط الاستثابي”. Operant Conditioning
استند سكينر في عمله إلى قانون ثورندايك (8981) للتأثير. Thorndike’s (1898) Law of Effect.
وفقا لهذا المبدأ ، من المرجح أن يتكرر السلوك الذي يتبعه عواقب سارة ، والسلوك الذي يتبعه عواقب غير سارة يكون أقل عرضة للتكرار.
أدخل سكينر مصطلحًا جديدًا في قانون التأثير –و هو مفهوم : التعزيز.
Reinforcement.
فالسلوك الذي يتم تعزيزه يميل إلى التكرار (أي تعزيزه)؛ السلوك الذي لم يتم تعزيزه يميل إلى التلاشي أو الانطفاء (أي الضعف).
صندوق سكينر، هو جهاز يستخدم لتسجيل سلوك الحيوان بشكل موضوعي في إطار زمني مضغوط. يمكن مكافأة الحيوان أو معاقبته على مشاركته في سلوكيات معينة، مثل الضغط على الرافعة (بالنسبة للفئران) أو النقر على المفتاح (بالنسبة للحمام).
حدد سكينر ثلاثة أنواع من الاستجابات، أو العامل، التي يمكن أن تتبع السلوك.
عوامل محايدة : استجابات من البيئة لا تزيد ولا تقلل من احتمال تكرار السلوك.
المعززات : الاستجابات من البيئة التي تزيد من احتمال تكرار السلوك. يمكن أن تكون المعززات إيجابية أو سلبية.
المعاقِبون : استجابات من البيئة تقلل من احتمالية تكرار السلوك. العقاب يضعف السلوك.
يمكننا جميعًا أن نفكر في أمثلة لكيفية تأثر سلوكنا بالمعززات والمعاقبين. عندما كنت طفلا، ربما قمت بتجربة عدد من السلوكيات وتعلمت من عواقبها.
على سبيل المثال، عندما كنت أصغر سنًا، إذا حاولت التدخين في المدرسة، وكانت النتيجة الرئيسية هي انضمامك إلى الزملاء الذين كنت ترغب دائمًا في قضاء الوقت معهم، فسيتم تعزيزك بشكل إيجابي (أي مكافأتك) ومن المرجح أن تكرر هذا السلوك حتى تلقى القبول.
ومع ذلك، إذا كانت النتيجة الرئيسية هي القبض عليك، وضربك بالعصا، وإيقافك عن المدرسة، وإبلاغ والديك، فمن المؤكد أنك كنت ستعاقب، وبالتالي ستكون احتمالات تدخينك الآن أقل بكثير.
التعزيز اﻹيجابي:
التعزيز الإيجابي هو مصطلح وصفه سكينر في نظريته عن الإشراط الاستثابي. في التعزيز الإيجابي، يتم تعزيز الاستجابة أو السلوك عن طريق المكافآت، مما يؤدي إلى تكرار السلوك المرغوب. المكافأة هي حافز معزز.
المعززات الأولية هي المحفزات التي يتم تعزيزها بشكل طبيعي لأنها غير متعلَمة وتلبي بشكل مباشر حاجة، مثل الطعام أو الماء.
المعززات الثانوية هي المحفزات التي يتم تعزيزها من خلال ارتباطها بمعزز أولي، مثل المال والدرجات المدرسية. إنها لا تلبي حاجة فطرية بشكل مباشر ولكنها قد تكون الوسيلة. لذا فإن المعزز الثانوي يمكن أن يكون محفزًا قويًا مثل المعزز الأساسي.
أظهر سكينر كيفية عمل التعزيز الإيجابي من خلال وضع فأر جائع في صندوق سكينر الخاص به. يحتوي الصندوق على رافعة على الجانب، وعندما يتحرك الفأر حول الصندوق، فإنه يطرق الرافعة عن طريق الخطأ. و في الحال تسقط حبيبات الطعام في حاوية بجوار الرافعة.
وسرعان ما تعلمت الفئران التوجه مباشرة إلى الرافعة بعد وضعها في الصندوق عدة مرات. فبالتالي فإن نتيجة تلقي الطعام، إذا ضغطوا على الرافعة، تضمن أنهم سيكررون الإجراء مرارًا وتكرارًا.
التعزيز الإيجابي يقوي السلوك من خلال توفير نتيجة يجدها الفرد مجزية. على سبيل المثال، إذا أعطاك معلمك 5 جنيهات في كل مرة تكمل فيها واجبك المنزلي (أي مكافأة)، فمن المرجح أن تكرر هذا السلوك في المستقبل، وبالتالي تعزيز سلوك إكمال واجبك المنزلي.
مبدأ بريماك
Premack principle
هو شكل من أشكال التعزيز الإيجابي في الإشراط الاستثابي. يقترح استخدام نشاط مفضل (سلوك عالي الاحتمال) كمكافأة لإكمال نشاط أقل تفضيلاً (سلوك منخفض الاحتمال).
تعمل هذه الطريقة على تحفيز السلوك الأقل تفضيلاً من خلال ربطه بنتيجة مرغوبة، وبالتالي تعزيز السلوك الأقل تفضيلاً.
التعزيز السلبي
التعزيز السلبي هو إنهاء حالة غير سارة أو مرغوبة بعد الاستجابة.
يُعرف هذا بالتعزيز السلبي لأنه عبارة عن إزالة الحافز السلبي الذي يعد في حد ذاته “مكافئًة” للحيوان أو الشخص. التعزيز السلبي يقوي السلوك لأنه يوقف أو يزيل تجربة غير سارة.
على سبيل المثال، إذا لم تكمل واجبك المنزلي، فإنك تعطي معلمك 5 جنيهات. سوف تقوم بإكمال واجبك المنزلي لتجنب دفع 5 جنيهات، وبالتالي تعزيز سلوك إكمال واجبك المنزلي.
أظهر سكينر كيفية عمل التعزيز السلبي من خلال وضع فأر في صندوق سكينر الخاص به ثم تعريضه لتيار كهربائي مزعج يسبب له بعض الانزعاج. عندما يتحرك الفأر حول الصندوق، فإنه يطرق الرافعة عن طريق الخطأ.
وعلى الفور، يتم قطع التيار الكهربائي. وسرعان ما تعلمت الفئران التوجه مباشرة إلى الرافعة بعد وضعها في الصندوق عدة مرات. وكانت نتيجة الهروب من التيار الكهربائي تتضمن تكرار الإجراء مرارًا وتكرارًا.
في الواقع، قام سكينر بتعليم الفئران كيفية تجنب التيار الكهربائي عن طريق تشغيل الضوء قبل وصول التيار الكهربائي مباشرة. وسرعان ما تعلمت الفئران الضغط على الرافعة عندما يضاء الضوء لأنها عرفت أن هذا من شأنه أن يمنع تشغيل التيار الكهربائي.
تُعرف هاتان الاستجابتان المكتسبتان باسم التعلم الهروبي والتعلم التجنبي .
العقاب
العقاب هو عكس التعزيز لأنه مصمم لإضعاف الاستجابة أو إزالتها بدلاً من زيادتها. إنه حدث مكروه يقلل من السلوك .
مثل التعزيز، يمكن للعقاب أن يعمل إما عن طريق تطبيق حافز غير سار بشكل مباشر مثل الصدمة بعد الاستجابة أو عن طريق إزالة حافز يحتمل أن يكون مجزيًا، على سبيل المثال، خصم مصروف الجيب لشخص ما لمعاقبة السلوك غير المرغوب فيه.
ملحوظة : ليس من السهل دائمًا التمييز بين العقاب والتعزيز السلبي.
هناك طريقتان متميزتان للعقاب تستخدمان لتقليل احتمالية حدوث سلوك معين مرة أخرى، لكنهما تنطويان على أنواع مختلفة من العواقب:
1- العقوبة الإيجابية :
تتضمن العقوبة الإيجابية إضافة منبه بغيض أو شيء غير سار مباشرة بعد السلوك لتقليل احتمالية حدوث هذا السلوك في المستقبل.
ويهدف إلى إضعاف السلوك المستهدف من خلال ربطه بعواقب غير مرغوب فيها.
مثال : يتلقى الطفل توبيخًا (منبهاً بغيضًا) من والده فورًا بعد ضرب أخيه. يهدف هذا إلى تقليل احتمالية ضرب الطفل لأخيه مرة أخرى.
2- العقوبة السلبية :
تتضمن العقوبة السلبية إزالة حافز مرغوب فيه أو شيء مجزٍ فورًا بعد السلوك لتقليل احتمالية حدوث هذا السلوك في المستقبل.
ويهدف إلى إضعاف السلوك المستهدف عن طريق حرمان الفرد من شيء يقدره أو يستمتع به.
مثال : يفقد المراهق امتيازات ألعاب الفيديو (الحافز المرغوب فيه) لعدم إكمال أعماله المنزلية. ويهدف هذا إلى تقليل احتمالية إهمال المراهق لأعماله المنزلية في المستقبل.
هناك العديد من المشكلات المتعلقة باستخدام العقاب، مثل:
1- لا يتم نسيان السلوك المعاقب، بل يتم قمعه – ويعود السلوك عندما لا يكون العقاب موجودًا.
2- يسبب زيادة العدوان – يظهر أن العدوان هو وسيلة للتعامل مع المشاكل.
3- يخلق الخوف الذي يمكن أن يعمم على السلوكيات غير المرغوب فيها، على سبيل المثال، الخوف من المدرسة.
4- لا يرشدك بالضرورة نحو السلوك المرغوب، فالتعزيز يخبرك بما يجب عليك فعله، والعقاب يخبرك فقط بما لا يجب عليك فعله.
أمثلة على إشراط استثابي فعال :
التعزيز الإيجابي : لنفترض أنك مدرب وتريد أن يقوم فريقك بتحسين دقة التمرير في كرة القدم. عندما يقوم اللاعبون بتنفيذ تمريرات دقيقة أثناء التدريب، فإنك تمدح أسلوبهم. تشجعهم هذه التعليقات الإيجابية على تكرار سلوك التمرير الصحيح.
التعزيز السلبي : إذا لاحظت أن فريقك يعمل معًا بشكل فعال ويظهر روح الفريق الممتازة خلال جلسة تدريبية صعبة، فقد تنهي جلسة التدريب في وقت أبكر مما هو مخطط له، وهو ما يعتبره الفريق بمثابة ارتياح. إنهم يفهمون أن العمل الجماعي يؤدي إلى نتائج إيجابية، ويعزز سلوك الفريق.
العقوبة السلبية : إذا وصل موظف المكتب متأخرًا باستمرار، فقد يقوم مديره بإلغاء امتياز ساعات العمل المرنة. إن إزالة الحافز الإيجابي هذا يشجع الموظف على الالتزام بالمواعيد.
التعزيز الإيجابي : يمكن تدريب القطة على استخدام صندوق الفضلات عن طريق إعطائها مكافأة في كل مرة تستخدمه فيها بشكل صحيح. ستربط القطة هذا السلوك بالمكافأة ومن المرجح أن تكرره.
العقوبة السلبية : إذا بقي المراهقون خارج المنزل بعد انتهاء حظر التجول، فقد يأخذ آباؤهم وحدة التحكم في الألعاب الخاصة بهم لمدة أسبوع. وهذا يجعل المراهق أكثر عرضة لاحترام حظر التجول في المستقبل لتجنب فقدان شيء يقدره.
العقاب غير الفعال : يرفض طفلك الانتهاء من تناول الخضار على العشاء. تعاقبهم بعدم السماح بالحلوى، لكن الطفل ما زال يرفض تناول الخضار في المرة القادمة. العقوبة تبدو غير فعالة.
تطبيق مبدأ بريماك : يمكنك تحفيز طفلك على تناول الخضار من خلال تقديم نشاط يحبه بعد الانتهاء من وجبته. على سبيل المثال، مقابل كل خضروات يتم تناولها، يحصلون على خمس دقائق إضافية من وقت لعب الفيديو. إنهم يقدرون وقت لعب ألعاب الفيديو، مما قد يشجعهم على تناول الخضروات.
أمثلة أخرى لمبدأ بريماك :
يمكن للطالب الذي لا يحب التاريخ ولكنه يحب الفن أن يكسب وقتًا إضافيًا في الاستوديو الفني لكل فصل تاريخ تتم مراجعته.
مقابل كل 10 دقائق يقضيها الشخص في الأعمال المنزلية، يمكنه قضاء 5 دقائق في ممارسة هواية مفضلة.
مقابل كل يوم ناجح من الأكل الصحي، يسمح الفرد لنفسه بقطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة في نهاية اليوم.
يمكن للطفل الاختيار بين إخراج القمامة أو غسل الأطباق. إن منحهم الخيار يجعلهم أكثر عرضة لإكمال العمل الرتيب عن طيب خاطر.
تجربة سكينر لصندوق الحمام و السلوك الخرافي :
أجريت هذه التجربة لاستكشاف آثار التعزيز غير المشروط على الحمام، مما أدى إلى بعض الملاحظات الرائعة التي يمكن تشبيهها بالخرافات البشرية.
يشير التعزيز غير المشروط (RCN) إلى الطريقة التي يتم من خلالها تقديم المكافآت (أو التعزيزات) بشكل مستقل عن سلوك الفرد. وبعبارة أخرى، يتم تقديم التعزيز في أوقات أو فترات محددة، بغض النظر عما يفعله الفرد.
التجربة:
تم إحضار الحمام إلى حالة من الجوع، حيث انخفض وزنه إلى 57٪ من وزنه الطبيعي.
تم وضعهم في قفص به إناء طعام يمكن تقديمه لمدة خمس ثوانٍ في المرة الواحدة.
بدلاً من تقديم الطعام كنتيجة لأي إجراء محدد من قبل الحمامة، تم تقديمه على فترات منتظمة، بغض النظر عن سلوك الحمامة.
الملاحظة :
مع مرور الوقت، لاحظ سكينر أن الحمام بدأ في ربط أي عمل عشوائي يقومون به عند تسليم الطعام مع تسليم الطعام نفسه.
أدى هذا إلى قيام الحمام بتكرار هذه التصرفات، معتقدًا (أو بعبارات مأنسنة أي إنسانية) أن سلوكه هو الذي يتسبب في ظهور الطعام.
النتائج:
في معظم الحالات، طور الحمام سلوكيات أو طقوس “خرافية” مختلفة. على سبيل المثال، كانت إحدى الحمامات تدور عكس اتجاه عقارب الساعة بين تقديم الطعام، بينما تقوم أخرى بدفع رأسها إلى زاوية القفص.
ولم تظهر هذه السلوكيات إلا بعد إدخال إناء الطعام وعرضه بشكل دوري.
لم تكن هذه السلوكيات مرتبطة في البداية بتوصيل الطعام ولكنها أصبحت مرتبطة في ذهن الحمام بسبب التوقيت المصادف لتوزيع الطعام.
يبدو أن السلوكيات مرتبطة بالبيئة، مما يشير إلى أن الحمام كان يستجيب لجوانب معينة من البيئة المحيطة به.
لعب معدل التعزيز (عدد مرات تقديم الطعام) دورًا مهمًا. أدت الفواصل الزمنية الأقصر بين عروض الطعام إلى تكييف أكثر سرعة وتحديدًا.
بمجرد إنشاء السلوك، يمكن زيادة الفترة الفاصلة بين التعزيزات دون التقليل من السلوك.
السلوك الخرافي:
بدأ الحمام يتصرف كما لو أن سلوكياته لها تأثير مباشر على تقديم الطعام، على الرغم من عدم وجود مثل هذا الارتباط. وهذا يشبه الخرافات البشرية، حيث يعتقد أن الطقوس تغير النتائج، حتى لو لم يكن لها تأثير حقيقي.
على سبيل المثال، قد يكون لدى لاعب البطاقة طقوس لتغيير حظه، أو قد يقوم لاعب الرامي بإيماءات معتقدًا أنه يمكنه التأثير على الكرة المتحركة بالفعل.
خاتمة:
توضح هذه التجربة أن السلوكيات يمكن أن تكون مشروطة حتى بدون وجود علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة. تمامًا مثل البشر، يمكن للحمام تطوير سلوكيات “خرافية” بناءً على أحداث مصادفة.
لا تلقي هذه الدراسة الضوء على تعقيدات اﻹشراط الاستثابي فحسب، بل ترسم أيضًا أوجه التشابه بين السلوكيات الحيوانية والبشرية في مواجهة التعزيزات العشوائية.
متى تعزز و كيف ؟ …. جداول التعزيز:
تخيل فأرًا في “صندوق سكينر”. في اﻹشراط الاستثابي، إذا لم يتم تسليم أي حبيبات طعام مباشرة بعد الضغط على الرافعة، فبعد عدة محاولات يتوقف الجرذ عن الضغط على الرافعة (إلى متى سيستمر الشخص في الذهاب إلى العمل إذا توقف صاحب العمل عن الدفع له؟). لقد تم إخماد السلوك.
اكتشف علماء السلوك أن الأنماط (أو الجداول الزمنية) المختلفة للتعزيز لها تأثيرات مختلفة على سرعة التعلم أو إخماد السلوك.
Extinguish
ابتكر
Ferster and Skinner (1957)
طرقًا مختلفة لتقديم التعزيز ووجدا أن ذلك كان له تأثيرات على
- معدل الاستجابة – المعدل الذي ضغط به الفأر على الرافعة (أي مدى صعوبة عمل الفأر).
- معدل الانقراض أو اﻹخماد – المعدل الذي يتوقف عنده الضغط على الرافعة (أي متى استسلم الفأر).
وجد سكينر أن نوع التعزيز الذي ينتج أبطأ معدل للانقراض ( إخماد للسلوك ) (أي أن الناس سوف يستمرون في تكرار السلوك لفترة أطول دون التعزيز) هو التعزيز ذو النسبة المتغيرة.
نوع التعزيز الذي لديه أسرع معدل انقراض ( إخماد للسلوك ) هو التعزيز المستمر.
أ) التعزيز المستمر:
يتم تعزيز الحيوان/الإنسان بشكل إيجابي في كل مرة يحدث فيها سلوك معين، على سبيل المثال، في كل مرة يتم الضغط فيها على الرافعة يتم تسليم حبيبات الطعام، ثم يتم إيقاف توصيل الطعام.
معدل الاستجابة بطيء معدل الانقراض( إخماد السلوك ) سريع
(ب) التعزيز بنسبة ثابتة:
يتم تعزيز السلوك فقط بعد حدوث السلوك لعدد محدد من المرات. على سبيل المثال، يتم تقديم تعزيز واحد بعد كل عدد كبير من الإجابات الصحيحة، على سبيل المثال، بعد كل استجابة خامسة. على سبيل المثال، يحصل الطفل على نجمة مقابل كل خمس كلمات مكتوبة بشكل صحيح.
معدل الاستجابة سريع معدل الانقراض( إخماد السلوك ) متوسط
(ج) التعزيز بفاصل زمني ثابت:
يتم تقديم تعزيز واحد بعد فترة زمنية محددة بشرط تقديم استجابة صحيحة واحدة على الأقل. مثال على ذلك هو أن يتم الدفع بالساعة. مثال آخر هو أنه يتم تسليم حبيبة طعام كل 15 دقيقة (نصف ساعة، ساعة، وما إلى ذلك) (شريطة أن يتم ضغط رافعة واحدة على الأقل) ثم يتم إيقاف توصيل الطعام.
معدل الاستجابة متوسط معدل الانقراض ( إخماد السلوك ) متوسط
(د) التعزيز بنسبة متغيرة:
يتم تعزيز السلوك بعد عدد غير متوقع من المرات. على سبيل المثال القمار أو صيد الأسماك.
معدل الاستجابة سريع
معدل الانقراض بطيء (من الصعب جدًا إخماده بسبب عدم القدرة على التنبؤ)
(هـ) التعزيز بفواصل متغيرة:
عند تقديم استجابة واحدة صحيحة، يتم تقديم التعزيز بعد مرور فترة زمنية غير متوقعة، على سبيل المثال، كل 5 دقائق في المتوسط. ومن الأمثلة على ذلك أن الشخص الذي يعمل لحسابه الخاص يتقاضى أجره في أوقات غير متوقعة.
معدل الاستجابة سريع معدل الانقراض بطيء
تطبيقات في علم النفس
1- العلاج بتعديل السلوك :
تعديل السلوك عبارة عن مجموعة من التقنيات العلاجية المعتمدة على الإشراط الاستثابي (سكينر، 1938، 1953). يشمل المبدأ الرئيسي الأحداث البيئية المتغيرة المرتبطة بسلوك الشخص. على سبيل المثال، تعزيز السلوكيات المرغوبة وتجاهل السلوكيات غير المرغوب فيها أو معاقبتها.
هذا ليس بالبساطة التي يبدو عليها – فدعم السلوك المرغوب دائمًا، على سبيل المثال، هو في الأساس رشوة مقنعة.
هناك أنواع مختلفة من التعزيزات الإيجابية. التعزيز الأساسي هو عندما تعمل المكافأة على تقوية السلوك في حد ذاته. التعزيز الثانوي هو عندما يقوي شيء ما السلوك لأنه يؤدي إلى تعزيز أساسي.
تشمل أمثلة علاج تعديل السلوك: الاقتصاد الرمزي
Token Economy
وتشكيل السلوك.
الاقتصاد رمزي:
الاقتصاد الرمزي هو نظام يتم فيه تعزيز السلوكيات المستهدفة بالرموز (المعززات الثانوية) ثم تبادلها لاحقًا للحصول على مكافآت (المعززات الأولية).
يمكن أن تكون الرموز على شكل أموال مزيفة، أو أزرار، أو رقائق ، أو ملصقات، وما إلى ذلك. بينما يمكن أن تتراوح المكافآت في أي مكان من الوجبات الخفيفة إلى الامتيازات أو الأنشطة.
على سبيل المثال، يستخدم المعلمون الاقتصاد الرمزي في المدارس الابتدائية من خلال إعطاء الأطفال الصغار ملصقات لمكافأة السلوك الجيد.
لقد وجد أن الاقتصاد الرمزي فعال جدًا في إدارة المرضى النفسيين . ومع ذلك، يمكن أن يصبح المرضى معتمدين بشكل مفرط على الرموز، مما يجعل من الصعب عليهم التكيف مع المجتمع بمجرد مغادرة السجن أو المستشفى وما إلى ذلك.
يتمتع الموظفون الذين ينفذون برنامج الاقتصاد الرمزي بقدر كبير من القوة. ومن المهم ألا يقوم الموظفون بتفضيل أو تجاهل أفراد معينين إذا كان للبرنامج أن ينجح. ولذلك، يحتاج الموظفون إلى التدريب على إعطاء الرموز بشكل عادل ومتسق حتى عندما تكون هناك تغييرات في الورديات كما هو الحال في السجون أو في مستشفى للأمراض النفسية.
تشكيل السلوك:
هناك مساهمة مهمة أخرى قدمها سكينر (1951) وهي فكرة تشكيل السلوك من خلال التقريب المتتابع.
يجادل سكينر بأن مبادئ الإشراط الاستثابي يمكن استخدامها لإنتاج سلوك معقد للغاية إذا تم تقديم المكافآت والعقوبات بطريقة تشجع على تحفيز الكائن الحي بشكل أقرب وأقرب إلى السلوك المرغوب في كل مرة.
في التشكيل، يتم تغيير شكل الاستجابة الحالية تدريجيًا عبر التجارب المتعاقبة نحو السلوك المستهدف المرغوب من خلال مكافأة شرائح محددة من السلوك.
للقيام بذلك، يجب أن تتغير الشروط (أو الحالات الطارئة) المطلوبة للحصول على المكافأة في كل مرة يتحرك فيها الكائن خطوة أقرب إلى السلوك المرغوب.
وفقًا لسكينر، يمكن تفسير معظم السلوك الحيواني والإنساني (بما في ذلك اللغة) كمنتج لهذا النوع من التقريب المتتالي.
2- التطبيقات التعليمية
في حالة التعلم التقليدية، ينطبق الإشراط الاستثابي إلى حد كبير على قضايا إدارة الفصل والطلاب، بدلاً من محتوى التعلم. إنه ذو صلة كبيرة بتشكيل أداء المهارة.
إحدى الطرق البسيطة لتشكيل السلوك هي تقديم رد فعل (تغذية راجعة) حول أداء المتعلم، على سبيل المثال، الإطراء والموافقة والتشجيع والتأكيد.
ينتج التحفيز بواسطة النسبة المتغيرة أعلى معدل استجابة للطلاب الذين يتعلمون مهمة جديدة، حيث يحدث التعزيز الأولي (على سبيل المثال، الثناء) على فترات متكررة، ومع تحسن الأداء، يحدث التعزيز بشكل أقل تكرارًا، حتى يتم في النهاية تعزيز النتائج الاستثنائية فقط.
على سبيل المثال، إذا أراد المعلم تشجيع الطلاب على الإجابة على الأسئلة في الفصل، فيجب عليه مدحهم على كل محاولة (بغض النظر عما إذا كانت إجابتهم صحيحة). تدريجيًا، لن يمتدح المعلم الطلاب إلا عندما تكون إجابتهم صحيحة، وبمرور الوقت لن يتم الثناء إلا على الإجابات الاستثنائية.
يمكن القضاء على السلوكيات غير المرغوب فيها، مثل التأخير والسيطرة على المناقشة في الفصل، من خلال تجاهلها من قبل المعلم (بدلاً من تعزيزها من خلال لفت الانتباه إليها). هذه ليست مهمة سهلة، حيث قد يبدو المعلم غير صادق إذا كان يفكر كثيرًا في طريقة التصرف.
معرفة النجاح مهمة أيضًا لأنها تحفز التعلم في المستقبل. ومع ذلك، من المهم تغيير نوع التعزيز المقدم حتى يتم الحفاظ على السلوك.
هذه ليست مهمة سهلة، حيث قد يبدو المعلم غير صادق إذا كان يفكر كثيرًا في طريقة التصرف.
اﻹشراط الاستثابي في مقابل الإشراط الكلاسيكي :
Operant Conditioning vs. Classical Conditioning:
نوع التعلم:
في حين أن كلا النوعين من الإشراط يتضمن التعلم، فإن الإشراط الكلاسيكي يكون سلبيًا (الاستجابة التلقائية للمحفزات)، بينما يكون الإشراط الفعال نشطًا (يتأثر السلوك بالعواقب).
يربط الإشراط الكلاسيكي الاستجابة اللاإرادية بالمحفز. ويحدث بشكل سلبي من جانب المتعلم، دون مكافأة أو عقاب. ومن الأمثلة على ذلك كلب يسيل لعابه عند صوت الجرس المرتبط بالطعام.
يربط اﻹشراط الاستثابي السلوك الطوعي بالنتيجة. يتطلب اﻹشراط الفعال من المتعلم المشاركة بنشاط وتنفيذ نوع من الإجراءات ليتم مكافأته أو معاقبته. إنه نشط، حيث يتأثر سلوك المتعلم بالمكافآت أو العقوبات. على سبيل المثال، يجلس كلب بناءً على أمر للحصول على مكافأة.
عملية التعلم
يتضمن اﻹشراط الكلاسيكي التعلم من خلال ربط المحفزات التي تؤدي إلى استجابات لا إرادية، بينما يركز اﻹشراط الفعال على التعلم من خلال العواقب، وتشكيل السلوكيات التطوعية.
التعلم عن طريق الارتباط (اﻹشراط الكلاسيكي): في التعلم عن طريق الارتباط، يتعلم الشخص (أو الحيوان) ربط اثنين من المحفزات، مما يؤدي إلى تغيير السلوك. يقترن المحفز المحايد بمحفز غير مشروط يؤدي بشكل طبيعي إلى الاستجابة.
وبمرور الوقت، يستجيب الشخص للمثير المحايد كما لو كان مثيرًا غير مشروط، حتى عند تقديمه بمفرده. الاستجابة لا إرادية وتلقائية.
مثال على ذلك هو إفراز لعاب الكلب (الاستجابة) عند سماع صوت الجرس (محفز محايد) بعد أن تم إقرانه بشكل متكرر بالطعام (محفز غير مشروط).
التعلم بالعواقب (اﻹشراط الاستثابي): في التعلم بالعواقب، يتم تعلم السلوك بناءً على نتائجه أو عواقبه. المتعلم نشيط، والاستجابة طوعية.
من المرجح أن يتكرر السلوك الذي يتبعه عواقب سارة (المكافآت)، في حين أن السلوك الذي يتبعه عواقب غير سارة (العقوبات) يكون أقل عرضة للتكرار.
على سبيل المثال، إذا حصل الطفل على الثناء (نتيجة سارة) لتنظيف غرفته (السلوك)، فمن المرجح أن يقوم بتنظيف غرفته في المستقبل.
على العكس من ذلك، إذا تعرضوا للتوبيخ (نتيجة غير سارة) لعدم قيامهم بواجباتهم المدرسية، فمن المرجح أن يكملوا واجباتهم في المرة القادمة لتجنب التوبيخ.
توقيت التحفيز والاستجابة:
يختلف توقيت الاستجابة بالنسبة للمحفز بين اﻹشراط الكلاسيكي واﻹشراط الاستثابي:
الإشراط الكلاسيكي (الاستجابة بعد المثير): في هذا النوع من الإشراط، تحدث الاستجابة بعد المثير. يتم تحديد السلوك (الاستجابة) بما يسبقه (التحفيز).
على سبيل المثال، في تجربة بافلوف الكلاسيكية، بدأ لعاب الكلاب يسيل (الاستجابة) بعد سماع الجرس (المنبه) لأنها ربطته بالطعام.
الإشراط الاستثابي (الاستجابة قبل التحفيز): في هذا الشكل من التكييف، تحدث الاستجابة بشكل عام قبل النتيجة (التي تعمل كمحفز للسلوك المستقبلي).
تؤثر النتيجة المتوقعة على السلوك أو ما يتبعه. وهو شكل أكثر نشاطًا من أشكال التعلم، حيث يتم تعزيز السلوكيات أو معاقبتها، مما يؤثر على احتمالية تكرارها.
على سبيل المثال، قد يتصرف الطفل جيدًا (سلوكًا) تحسبًا لمكافأة (عواقب)، أو يتجنب سلوكًا معينًا لمنع عقوبة محتملة.
التقييم :
يمكن استخدام الإشراط الاستثابي لشرح مجموعة واسعة من السلوكيات، بدءًا من عملية التعلم وحتى الإدمان واكتساب اللغة . كما أن لديها تطبيقات عملية (مثل الاقتصاد الرمزي) والتي يمكن تطبيقها في الفصول الدراسية والسجون ومستشفيات الأمراض النفسية.
لقد وجد الباحثون طرقًا مبتكرة لتطبيق مبادئ اﻹشراط الاستثابي لتعزيز الصحة وتغيير العادات لدى البشر.
في دراسة حديثة، ساعد الإشراط الاستثابي باستخدام الواقع الافتراضي (VR) مرضى السكتة الدماغية على استخدام أطرافهم الضعيفة في كثير من الأحيان أثناء إعادة التأهيل. قام المرضى بتغيير وزنهم في ألعاب الواقع الافتراضي عن طريق مناورة كائن افتراضي. وعندما زاد وزنهم على جانبهم الضعيف، نالوا مكافآت مثل النجوم. أدى هذا التعزيز الإيجابي إلى زيادة استخدام الأطراف الجدارية .
(Kumar et al., 2019)
استخدمت دراسة أخرى اﻹشراط الاستثابي للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. حصل المشاركون على قسائم قابلة للاستبدال مقابل سلع وخدمات للحد من التدخين. وقد عزز نظام المكافأة هذا انخفاض استخدام السجائر. حقق العديد من المشاركين الامتناع عن التدخين على المدى الطويل .
(Dallery et al., 2017).
من خلال التعزيز المتكرر، يمكن للإشراط الاستثابي أن يسهل تكوين عادات التمرين والأكل. قد يكسب الشخص الذي يحاول ممارسة المزيد من التمارين وقتًا لمشاهدة التلفاز مقابل كل 10 دقائق يقضيها في التمرين. يمكن للفرد الذي يهدف إلى تناول طعام صحي أن يسمح لنفسه بتناول مربع من الشوكولاتة الداكنة يوميًا للالتزام بالوجبات المغذية. إن توفير مكافآت متسقة للأفعال المرغوبة يمكن أن يغرس عادات جديدة .
(Michie et al., 2009)
تطبق تطبيقات مثل
Habitica
إشراطا استثابياً من خلال تتبع العادات باللعب. يكسب المستخدمون نقاطًا ويجمعون المكافآت في لعبة خيالية لاستكمال عادات الحياة الواقعية. يساعد هذا التعزيز الافتراضي على ترسيخ السلوكيات الإيجابية .
(Eckerstorfer et al., 2019).
يُظهر اﻹشراط الاستثابي أيضًا نتائج واعدة في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والوسواس القهري. على سبيل المثال، يمكن لمكافأة التركيز والتركيز لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن تعزز مهارات الانتباه لديهم .
(Rosén et al., 2018)
وبالمثل، فإن تعزيز مرضى الوسواس القهري لمقاومة الأفعال القهرية قد يقلل من السلوكيات الوسواسية .
(Twohig et al., 2018).
ومع ذلك، فإن اﻹشراط الاستثابي يفشل في مراعاة دور العوامل الموروثة والمعرفية في التعلم، وبالتالي فهو تفسير غير كامل لعملية التعلم عند البشر والحيوانات.
على سبيل المثال، وجد
Kohler (1924) كوهلر (1924)
أن الرئيسيات غالبًا ما تبدو وكأنها تحل المشكلات في ومضة من البصيرة بدلاً من التعلم عن طريق التجربة والخطأ.
كما تشير نظرية التعلم الاجتماعي
(Bandura, 1977)
إلى أن البشر يمكنهم التعلم تلقائيًا من خلال الملاحظة وليس من خلال التجربة الشخصية.
استخدام البحوث الحيوانية في دراسات اﻹشراط الاستثابي يثير أيضًا مسألة الاستقراء. يرى بعض علماء النفس أننا لا نستطيع تعميم الدراسات التي أجريت على الحيوانات على البشر، لأن تشريحهم وعلم وظائف الأعضاء يختلفون عن البشر، ولا يمكنهم التفكير في تجاربهم واستدعاء العقل أو الصبر أو الذاكرة أو راحة النفس.