Gaslighting بالعربي

من فضلك لا تقرأ هذا المقال بعقلية الضحية .
في عصر أصبح اﻹنسان فيه أكثر رقة و هشاشة . اصبح يرى كل شيء سام و نرجسي . تصبح هذه المقالة مزيداً من الوقود على النار المشتعلة في صدورنا من آلام علاقاتنا .
و بقدر التعب الذي تعبته في ترجمة و كتابة و تنسيق هذه المقالة ( لا أعتمد كثيراً على الترجمات اﻹليكترونية ) فسأندم أشد الندم لو ساهمت هذه المقالة في خلق مزيد من الضحايا بشكل متوهم كما هو حادث مع وصفنا لكل شخص لا يعجبنا بإنه نرجسي .
المقالة في وصفها البسيط هي مقالة علمية تشرح مصطلح عملي منشأه في الغرب كما هو المعتاد و لكن وصل أو سيصل قريباً إلى بيتنا الصغير.
أما المقالة في وصفها الحقيقي بالنسبة لي هي محاولة لكي نكون إنسانيين بشكل أفضل . نصغي لبعض بشكل أعمق . نحترم مشاعر بعض . نقدر آلام الآخر بشكل وجداني أكثر.
فليس كل حوار هو gnithgilsaG تلاعب و مناورة و مراوغة . و ليس كل لقاء تلقائي و عفوي هو نرجسي و سام و مؤذي و متلاعب.
و إذا كنت سأعكس الآية فسيكون هدف المقال هو متى كنت آخر مرة مستغِلاً أو متلاعِباً أو شريراً أو مؤذياً للآخر حتى ولو بدون قصد؟
شكراً
التعريف :
هو شكل من أشكال اﻹساءة النفسية , حيث يقوم شخص أو مجموع من اﻷشخاص بالتلاعب بإنسان أو أكثر للتشكيك في سلامة قواهم العقلية وتصورهم للواقع.
قد يستخدم اﻷشخاص المسيئين هذا اﻷسلوب من اﻹساءة عن قصد أو بدون قصد لممارسة السلطة و السيطرة على الآخرين بهدف التلاعب بهم .
هل توافق على عدم القصدية ؟
هؤلاء الذين يختبرون هذا النوع من التلاعب بمشاعرهم قد يشعرون في كثير من اﻷحيان باﻹرتباك فيما يخص نظرتهم للواقع وبالتالي يعانون من القلق أو يكونوا غير قادرين على الثقة بأنفسهم .

نشأة هذا المصطلح :
نشأ هذا المصطلح من مسرحية وفيلم بنفس الاسم
Gaslight 1944
حيث يحاول الزوج إقناع زوجته بإنها لا تستطيع أن تثق بعقلها
.
حيث نشاهد في الفيلم ملاحظة الزوجة أن أضواء الغاز في المنزل تومض و تتغير , لكن الزوج يحاول أن يقنعها إنها مجرد تهيؤات أو هلوسات .
ومن هنا فضلت أن أستخدم ترجمة توصل المعنى . و هي ” التلاعب بالعقول ”
ويمكن توسيع المعنى ليشمل أفعالا يرتكبها اﻷشخاص ذوو السلطة للتلاعب بالآخرين اﻷقل نفوذا وذلك لكي يشككونهم في عقولهم و ذاكرتهم . (Davis and Ernst ، 2019).
من الذي يقوم بالتلاعب ؟
عادة ما يحدث هذا النوع من اﻹنتهاكات في العلاقات الرومانسية . و مع ذلك يمكن أن يحدث التلاعب بالعقول في علاقات أخرى مثل الصدقات وبين افراد اﻷسرة , وفي مكان عمل , وفي السياسة .
الممارسين لهذا النوع من اﻹنتهاكات قد تكون لديهم صفات مشتركة مع الشخصيات النرجسية من حيث كونهم أنانيين , وكاذبين
manipulative وقمعيين .
على الرغم من أن النرجسيين يركزون على الأساليب الأنانية والمنغمسة في أنفسهم لاستخدامها مع الآخرين، إلا أن المتلاعبين والمنتهكين بهذا اﻷسلوب
Gaslighting
يركزون على السلطة أو السيطرة على الآخرين.
ما هو الهدف من التلاعب بالعقول ؟
غالباً ما يكون هذا النوع من الانتهاك والتلاعب بالعقول شكلا مستمرا يتسبب بمرور الوقت في فقدان الضحايا ﻹحساسهم باﻹدراك والهوية والقيمة.
يبدو أن اﻹرتباك العاطفي هو أساس أجندة المتلاعب , ولذلك فقد يعمل هذا النوع من الانتهاكات مع اﻷشخاص غير الواثقين في حكمهم وذواتهم , بالعكس فاﻷشخاص الواثقين من أنفسهم قد يكونوا أكثر مناعة ضد مثل هذه الانتهاكات .
وبالرغم من ذلك , ففي سعيهم المتكرر وتكرار قهرهم لضحاياهم بمرور الوقت تتزعزع ثقة الضحية في نفسها ويقل إحترامها لذاتها وتصبح الضحية معتمدة على المتلاعب.
أساليب التلاعب بالعقول Gaslighting

هناك العديد من اﻷساليب التي يمكن أن يستخدمها المتلاعبون بضحاياهم للتشكيك في تصوراتهم الخاصة للواقع وإنكار أفكارهم و مشاعرهم .
فيما يلي بعض هذه اﻷمثلة والذي قد يحدث أن يتم استخدام أكثر من أسلوب للتلاعب في الموقف الواحد، وكلما إزداد عدد هذه اﻷساليب أو تكررت زاد احتمال تشكك الضحية لواقعها .
1- اﻹنكار :
قد يتظاهر الشخص بنسيان الأحداث أو كيفية حدوثها ، مثل القول ، “هذا لم يحدث أبدا”. قد يتهمون الضحية أيضا باختلاق الأمور بحيث يبدو أن الضحية يكذب.
حتى عندما تقدم الضحية دليلا على الأكاذيب ، فإن المتلاعب لن يتراجع وقد يكون مقنعا جدا عند إنكاره ، حتى لو كانت الضحية تعرف أنها تكذب. هذا يمكن أن يترك الضحية تشعر بالارتباك ، أو إنها غير مرئية أو أن مشاعرها غير مقدرة وغير مسموعة وتبدأ بالتشكيك في نفسها .
“كان يقول لي: لم أفعل ذلك أو أقله أبدا. في النهاية، لم أكن أعرف ما كان يحدث”.
2- تحويل اللوم :
يمكن أن يحدث هذا غالبا عندما تحدث محادثات أو مواجهات مع المتلاعب. فقد يلتف المتلاعب حول المواجهة مع الضحية لجعل الضحية تبدو وكأنها الشخص السيئ بدلا من نفسها ؛ وبالتالي ، يتم إلقاء اللوم على الضحية.
قد يعتقد الضحايا أنهم سبب السلوك السيئ للمتلاعب. فقد يقول المتلاعب ، “إذا تصرفت بشكل مختلف ، فلن أحتاج إلى معاملتك بهذه الطريقة”.
3- التقليل:
يمكن أن ينطوي ذلك على قيام شخص ما بالتقليل من شأن مشاعر الضحية أو التقليل من شأنها. قد يقولون في كثير من الأحيان ، “أنت تبالغ في رد الفعل” أو “أنت حساس للغاية”.
إذا قالوا شيئا مؤذيا ، فقد يقولون أيضا ، “كنت أمزح فقط” ، لتعزيز أن الشخص الآخر يبالغ في رد فعله. قد يتساءل الضحايا عما إذا كانت مخاوفهم ومشاعرهم حقيقية أو قد يشعرون بالسخافة بسبب المبالغة في رد الفعل.
إذا كانت الضحية تتعامل مع شخص لا يعترف بأفكاره أو مشاعره أو معتقداته ، فقد لا يشعر أبدا بالتحقق من صحته أو فهمه ، مما قد يكون من الصعب التعامل معه.
4- الحجب :
من خلال الحجب ، قد يرفض المتلاعب الدخول في محادثة أو يتظاهر بعدم فهم ما يقوله الشخص الآخر للخروج من التجاوب مع مشاعر الضحية.
قد يقولون عبارات مثل “لا أعرف ما الذي تتحدث عنه” أو “أنت تحاول إرباكي”.
قد يشمل ذلك أيضا التظاهر بعدم فهم وجهة نظر الشخص الآخر ، مما قد يحبط الضحية ويجعلها تشعر بسوء الفهم.
5- المقاومة :
في المقاومة ، يواجه المتلاعب ذكريات الضحية للأحداث باتهام أو إنكار. قد يشككون في ذاكرة شخص آخر ، مثل القول ، “لديك ذاكرة سيئة” أو “أنت لا تتذكر الأشياء بدقة”.
يمكن أن تتسبب هذه الاتهامات في اعتقاد الضحية أنها ربما تذكرت الأشياء بشكل غير صحيح أو تعاني من مشاكل في الذاكرة.
6- التحويل / تشويه السمعة :
قد يكون الهدف من تشويه سمعة شخص ما هو جعله يبدو وكأنه غير مستقر عاطفيا وبالتالي أكثر اعتمادا على المتلاعب. يمكن استخدام هذا لتغيير تركيز المحادثات ويمكن استخدامه للتشكيك في مصداقية الضحية، مثل القول ، “هذه مجرد فكرة مجنونة أخرى لك”.
قد ينشر المتلاعب أيضا شائعات أو أكاذيب عن الضحية ، ويخبر الآخرين بمهارة أنهم غير مستقرين عاطفيا حتى يتمكن الناس من الوقوف إلى جانب المعتدي دون معرفة القصة الكاملة.
قد يستخدم المتلاعب هذا ضد الضحية لدعم ادعاءاته ، مثل القول ، “الجميع يعتقد أنك مجنون”. بالنسبة إلى المتلاعب ، هذا دليل إضافي لاستخدامه ضد ضحيتهم.
7- اﻹنحراف و اﻹلهاء :
عندما يكونون في مناقشة أو مواجهة مع شخص متلاعب حول سلوكهم ، فقد يغير المتلاعب الموضوع أو يصرف انتباه الضحية بسؤال بدلا من الرد على القضية المطروحة.
وبهذه الطريقة ينجح المتلاعب ليس فقط في صرف انتباه الضحية عن الموضوع اﻷساسي بل وايضاَ يشككهم في أهمية ما يطرحونه من مواضيع .
8- استخدام القوالب النمطية :
يمكن للناس استخدام الصور النمطية السلبية عمدا للتلاعب بالآخرين. يمكن أن يشمل ذلك الصور النمطية المحيطة بجنس الضحية أو عرقه أو خلفيته أو تفضيلاته الجنسية أو جنسيته أو عمره.
ومن الأمثلة الشائعة على ذلك في العلاقات الرومانسية بين الجنسين هو المكان الذي قد يخبر فيه الرجل المرأة أن الناس سيعتقدون أنها هستيرية أو غير عقلانية – فهذه هي الصور النمطية الجنسانية الضارة الشائعة.
يمكن استخدام هذا أيضا في ما يسمى بالتلاعب الطبي.
Medical Gaslighting
يحدث هذا عندما يرفض مقدم الرعاية الصحية أو يشكك في مخاوف المريض ويجعلهم يعتقدون أن أعراضهم متخيلة أو مبالغ فيها. من المرجح أن يحدث التلاعب الطبي القائم على الصور النمطية مع النساء ومجموعات الأقليات السوداء والعرقية.
9- استخدام كلمات المحبة كسلاح:
في بعض الأحيان ، عندما يتم استدعاؤهم بسبب سلوكهم ، قد يستخدم المتلاعبون لغة حنونة لنزع فتيل الموقف. على سبيل المثال ، قد يقولون ، “أنت تعلم أنني أحبك” ، أو “لن أؤذيك أبدا عن قصد”.
هذا يمكن أن يجعل الضحية تأخذ خطوة إلى الوراء وتشعر بالذنب لاتهام الشخص الآخر بسوء المعاملة. ومع ذلك ، إذا استمر نفس السلوك ، فمن المحتمل أن تكون هذه الكلمات غير حقيقية.
01– إعادة تشكيل الماضي :
طريقة أخرى قد يستخدمها المؤذي هي إعادة سرد القصص التي تعمل لصالحهم.
يمكنهم تغيير القصة لجعل الضحية تبدو وكأنها المسيئة. على سبيل المثال ، إذا كان الشريك المتلاعب يصرخ على الطرف الآخر طوال المساء لدرجة أن الضحية اضطر أن يصرخ في المقابل، فقد يعيد المتلاعب كتابة القصة بقوله، “كنت تصرخ في وجهي دون سبب”.
قد تبدأ الضحية في الشك في ذكرياتها عما حدث بالفعل ، والارتباك أوتعيد التخمين فيما هو القصد الدقيق من المتلاعب.

أنواع التلاعب بالعقول :
العلاقة بالشريك الحميم :
عادة ، يحدث النوع الأكثر شيوعا من التلاعب بالعقول في العلاقات الرومانسية. وقد تجلى ذلك في فيلم “thgilsaG” حيث تلاعب الزوج المسيء بزوجته للاعتقاد بأنها تتخيل أشياء لتسهل السيطرة عليها.
بسبب الطبيعة الحميمة لهذه العلاقات ، يسهل على المتلاعبين استخدام إساءة معاملتهم بشكل متكرر ومكثف.
قد يستخدم المتلاعبون أيضا هذا النوع من الإساءة لعزل شركائهم عن الأصدقاء والعائلة ، ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية ، وحتى التصعيد إلى الإساءة الجسدية على المدى الطويل (على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائما).
التلاعب بعقلية الطفل من والديه:
عندما يتلاعب أحد الوالدين بعقلية طفله.
(Riggs & Bartholomaeus, 2018).
قد يواجه الطفل والديه كشخص بالغ ، موضحا أن والديه ربما يكونوا قد فعلوا أشياء خاطئة أو غير صحيحة أثناء نموه.
قد ينكر أحد الوالدين أو يتجاهل تجربة الطفل الشخصية ، أو يرفض تحمل دوره في مشكلة ما ، أو يتصرف كما لو كان هو نفسه هو الذي تعرض للظلم.
وبدلا من أن يكون الآباء داعمين عاطفيا ، قد يجعل الآباء المتلاعبين بأطفالهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم إذا يتحول اللوم من الطفل إلى أن يصبح الوالد هو الضحية.
هناك طريقة أخرى يمكن للوالد من خلالها أن يتلاعب بعقلية طفله وهي إذا كان يتحكم بشكل مفرط في حياتهم.
هذا يعني أنهم ربما سيطروا على ما يجب أن يحبه طفلهم وما يكرهه ويقدره ويؤمن به.
قد يقولون إن طفلهم يحب أشياء معينة أو يخبرونهم بما يجب عليهم أن يشعروا به ، مثل ، “أنت تعبان الآن ” ، في حين لا يشعر الطفل بهذه الطريقة.
التلاعب المؤسسي :
يمكن أن يحدث هذا النوع من التلاعب العقلي في أي شركة أو مؤسسة.
قد تنكر المنظمة أو تخفي المعلومات لجعل نفسها تبدو جيدة وتكذب على الموظفين بشأن حقوقهم.
قد يحدث هذا عندما يتقدم شخص ما لفضح المؤسسة عن أي مخالفات.
يمكن تصوير المبلغين عن المخالفات من قبل المؤسسة على أنهم يبالغون في رد فعلهم بشكل غير عقلاني على التفاعلات الطبيعية، مما يؤدي بهم إلى الشك في تصوراتهم وحالتهم العقلية
(Ahern ، 2018)
التلاعب العقلي السياسي:
في حين أنه من الشائع الاعتقاد بأن التلاعب العقلي يحدث فقط على مستوى شخص واحد ، إلا أنه يمكن استخدامه على مجموعات كبيرة من الناس.
يمكن أن يحدث التلاعب السياسي عندما تستخدم شخصية، أو مجموعة سياسية الأكاذيب أو الإنكار أو التلاعب بالمعلومات للسيطرة على الناس. ومن الأمثلة على ذلك عندما يقلل السياسي من أهمية الأشياء أو يخفيها كونه قد ارتكب خطأ أو يشوه سمعة المعارضين من خلال التشكيك في عدم استقرارهم العقلي أويستحضر ماضيهم وأفعالهم السابقة.
قد يستخدمون أيضا تكتيكات الإلهاء من خلال الجدل لتحويل انتباه الجمهور بعيدا عن الأحداث المهمة التي قد يجدونها مهددة أو غير مريحة.
نظرا لأن هؤلاء الأفراد في مواقع السلطة والنفوذ، فإن هذا يمكن أن يجعل مجموعات كبيرة من الناس أكثر عرضة للخداع من قبلهم.
التلاعب العقلي العنصري :
قد يقوم شخص أو مجموعة من اﻷشخاص بالتلاعب العقلي بالمجموعات العرقية المختلفة أو اﻷقليات الدينية فينكرون عليهم شعورهم باﻹضطهاد على الرغم من اﻷدلة على عكس ذلك .
(Johnson et al., 2021).
وقد شوهدت أمثلة على ذلك خلال فترات التاريخ المختلفة المرتبطة بالتحرر وإثبات الحقوق المدنية , فقام بعض اﻷشخاص بالتلاعب من خلال إنكار مثل هذه المزاعم أو التبجح بالقول إن ” العنصرية لم تعد موجودة ” .
و يحدث أيضاً التلاعب العنصري عندما يتم إتهام الضحايا بأنهم غير عقلانيين أو عاطفيين أو مفرطي الحساسية .
و اﻷصعب عندما يجعل المتلاعبون من أنفسهم ضحايا .
التلاعب العقلي المعادي للنساء :
يمكن إستخدام اﻷلاعيب العقلية للتقليل من شأن المشاكل التي تؤثر على النساء بشكل خاص ورفضها بناء على قوالب نمطية من معاداة النساء .
فقد وجدت بعض الدراسات المهنية أن اﻷطباء أكثر عرضة مرتين لعزو أعراض أمراض شرايين القلب التاجية لدى النساء في منتصف العمر إلى حالات نفسية و عقلية مقارنة بالرجال في نفس فئتهم العمرية.
(Maserejian et al. ، 2009).
وبذلك يتم التلاعب العقلي باﻷعراض الجسدية للمرأة وتحويلها ﻷعراض الصحة النفسية. وكأنهم يقولون ” كل هذه أوهام في رأسك ” وذلك لتعزيز الصورة النمطية بأن النساء غير عقلانيات و هستيريات .
كما وجدت صور أخرى من التلاعب العقلي المعادي للنساء عندما تدلي النساء بشهاداتهم حول الضرر الذي يلحقه بهن الرجال .
(Stark, 2019).
في مقالتها , تشير الباحثة أن اﻷشخاص الذين يقوضون شهادات المساء عن سوء المعاملة يطعنون في مصداقيتهن عن طريق التهرب من اﻷدلة التي تدعم رواية المرأة واستخدام طرائق متعددة منها ” اﻹزاحة ” التي تعزى إلى عيوب المرأة المعرفية والمميزة .
التلاعب العقلي القبلي ( الجماعي ) :
وصف هذا المصطلح الدكتور
Dr. Ramani Durvasula
والذي يشير إلى قيام البعض من تمكين المعتدي والتشكيك في الحقائق التي يذكرها الضحايا. وهذا النوع ممكن أن يحدث في جميع اﻷنواع المذكورة بالأعلى .
فمثلا لو أن الضحية شاركت مشاعرها بخصوص المعتدي مع أصدقائها فقد يستجيب اﻷصدقاء بالتكذيب و اﻹنكار فيقولون مثلاَ: لم نراه يتصرف بهذه الطريقة , أنت تسيء فهم أفعاله ”
أو عندما يقلل زميل العمل من تظلمات زميله ضد رئيسهم المشترك فيقول للضحية :” لا أعتقد أن الرئيس يضطهدك , وهذا مكان رائع للعمل “.
ويحدث ذلك بناء على وصف الباحث بسبب أن اﻷصدقاء والمحيطين لم يتعرضوا لمثل هذا اﻹعتداء .
ويحدث هذا بسبب أن المحيطين لم يروا كل حوانب المعتدي، بل رأوا جابناً واحداً منه وبالتالي يجدون صعوبة في تصديق أقوال الضحية.
و في رأيي الشخصي أعتقد أن هذا النوع موجود بكثرة في مواقع التواصل اﻹجتماعي من حيث التنمر و السخرية من آراء بعضنا البعض و التسفيه من حجم نظرتنا للمشاكل و اﻷلم أو حتى العكس التسفيه من طموحنا و أحلامنا و آمالنا.
وهذا التلاعب العقلي سواء من جانب الضحية أو من جانب المحيطين يدفع الضحية للتشكيك في حقيقة ما تشعر به ويدفعها للإنعزال وعدم مشاركة صراعاتها مرة أخرى خوفاً من عدم تصديقها .

ما هي العلامات أنك ضحية للتلاعب العقلي ؟

فيما يلي بعض العلامات التي يمكن للأفراد ملاحظتها إذا اشتبهوا في أنه يتم التلاعب بهم. تجدر الإشارة إلى أن كل علامة تهدف فقط إلى اعتبارها علامة محتملة على التلاعب- يمكن أن تحدث بعض العلامات خارج مفهوم التلاعب. وبالمثل ، لا يتعين على المرء التعرض لكل العلامات حتى يكون ضحية.
– قد يشكون في مشاعرهم وعواطفهم وواقعهم ويحاولون إقناع أنفسهم بأن الإساءة التي يتعرضون لها ليست بهذا السوء.
قد يكونون خائفين من التحدث أو التعبير عن مشاعرهم حول شخص ما لأنهم تعلموا أن مشاركة آرائهم عادة ما تجعلهم يشعرون بسوء. – فبالتالي يختارون التزام الصمت .
– قد يشعرون بالضعف وعدم الأمان ودائما على حافة الهاوية.
– قد يكون احترامهم لذواتهم متدني.
– قد يشعرون بالوحدة أو العجز أو الاقتناع بأن الناس يعتقدون أنهم غير عقلانيين أو غير مستقرين عقليا. وبالتالي ، قد ينعزلوا عن الأشخاص الآخرين المقربين منهم.
– قد يبدأون في التساؤل عما إذا كانوا هم ما يقوله المتلاعب. قد تجعلهم الكلمات التي يسمعونها يشعرون بأنهم مخطئون أو غير أذكياء أو غير كافيين. هذا قد يحرض على الحديث السلبي عن النفس.
– في الماضي ، ربما شعروا أنهم أقوياء أو حازمون ، لكنهم الآن قد يشعرون بأنهم أضعف أو أكثر سلبية.
– قد يقلقون كونهم حساسون للغاية بسبب أن المتلاعب يقلل من سلوكياتهم وكلماتهم.
– قد يشعرون بالخوف أو التهديد من قبل الشخص الذي يتلاعب بهم كما لو أن شيئا سيئا سيحدث عندما يكونون في حضورهم.
– قد يعتذرون أكثر من الشخص الآخر المتلاعب ، بما في ذلك الاعتذار عن أفعالهم أو عن كينونتهم و طبيعتهم، دون فهم السبب.
– قد يحاولون الارتقاء إلى مستوى توقعات ومطالب الآخرين ، بغض النظر عن مدى عدم معقوليتها ، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة.
– قد يعيدون التفكير في أنفسهم ويبدأون في التساؤل عما إذا كانت تفاصيل الأحداث الماضية حقيقية أم متخيلة. قد يتوقفون حتى عن محاولة مشاركة ما يتذكرونه خوفا من أن يكونوا مخطئين.
– قد يبدأون في وضع افتراضات بأن الآخرين يشعرون بخيبة أمل فيهم.
– قد يقلقون من وجود خطأ ما معهم أو أنهم يعانون من مرض عقلي.
– قد يعتمدون على الآخرين، عادة ما يكون هذا الآخر هو المتلاعب نفسه، لاتخاذ القرارات نيابة عنهم لأنهم قد لا يثقون في أنفسهم.
– قد يشعرون باليأس، أو عدم السعادة، أو عدم القيمة، أو عدم الكفاءة.
– قد يشعرون في كثير من الأحيان بالارتباك الشديد.
يقول أحد الضحايا : ” “كنت أنزعج من شيء ما، ثم يأتي هو بشيء آخر.” قبل أن أعرف ما هو الموضوع الجديد ، لم أكن أعرف ما هو الموضوع الذي كنا نتحدث عنه بعد الآن. كل ما أعرفه هو أنني كنت في حالة حرب حول موضوع واحد الآن أحارب مليون شيء بدلاً من شيء واحد. وقد جعلني ذلك أشعر بالإرهاق والتعب، مما جعل ذاكرتي مشوهة.”
التأثير النفسي للتلاعب بالعقول :
يمكن أن يؤدي التلاعب بالعقول إلى إجهاد الصحة العقلية ويمكن أن يسبب مشاعر القلق أو الاكتئاب أو غيرها من مخاوف الصحة العقلية. قد يلجأ بعض الأشخاص إلى تعاطي المخدرات والسلوكيات الانتحارية نتيجة لهذا التلاعب.
يمكن أن يؤدي التلاعب المستمر و اﻹساءة المستمرة إلى تآكل إحساس شخص ما بالهوية وتقدير الذات والثقة بالنفس.
قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للآثار السلبية للتلاعب إذا كان لديهم تاريخ من سوء المعاملة أو الصدمة أو تدني احترام الذات أو الاكتئاب ، على سبيل المثال.
بعد فترة ، قد يعتقد الناس أنهم يستحقون الإساءة التي يواجهونها. يمكن أن يستمر تأثيرالتلاعب المستمر لفترة طويلة بعد خروج المتلاعب المسيء من حياة الضحية وغالبا ما يؤدي ذلك إلى الشك الذاتي مدى الحياة ، مما يجعل هذه مشكلة كارثية.
كيف تتعامل مع مثل هذه اﻷساليب و الألاعيب ؟
1- تدرب على الانتباه إلى ما تفكر فيه وتشعر به. إذا لاحظت ، أثناء المحادثات ، أن الموضوع يتحول إلى جلسة إلقاء اللوم على نفسك بدلا من المناقشة ذهابا وإيابا ، فقد تكون هذه علامة على أنك تتعرض للخداع.
2- انتبه إلى النقطةالتي قد تتحول فيه المحادثة من محادثة متوازنة إلى محادثة أكثر عدائية. يمكنك إخبار الشخص المتلاعب برغبتك في إنهاء المحادثة إذا لم تعد مثمرة .
3-إشرح للطرف الآخر إنه يمكنك استكمال الحوار معهك عندما تخفت حدة المناقشة .
4- انتبه لسلوكيات و أفعال الطرف الآخر و ليس فقط كلماته .
5- اختر عدم التعامل مع شخص ما إذا كان يجعلك تشكك في واقعك أو يدلي بتصريحات سلبية حول استقرارك العقلي.
6- تجنب الحجج مع المتلاعب. إن محاولة جعلهم يرون أنهم مخطئون يمكن أن يكون وقودا إضافيا للإساءة، ومن غير المحتمل أن يتراجعوا أو يقبلوا أنهم مخطئون. قد يكون من الأفضل إنهاء المحادثة.
7- إذا كان الشخص يستخدم عوامل تشتيت الانتباه مثل تغيير الموضوع لتجنب الحديث عن سلوكه ، فيمكنك الرد بالسؤال بهدوء عما إذا كان يمكن إعادة المحادثة إلى ما تريد التحدث عنه أو شرح أنه يمكنك مناقشة موضوع جديد لاحقا إذا كان هذا هو ما يريدون القيام به.
8- قد يكون من المفيد أن تكون مباشرا مع المتلاعب عندما يحاول إنكار الحقيقة أو التهرب منها ، فقط إذا كان ذلك آمنا.
9- يعد وضع الحدود أمرا مهما للمساعدة في الحفاظ على الطاقة العاطفية وجعل الصحة العقلية أولوية.
01 – تذكر أن المتلاعب مسؤول بنسبة 100٪ عن سلوكه.
11- في الحالات التي يؤثر فيها المتلاعب سلبا على حياتك ، وتدرك أنه لا يوجد منطق معهم ، قد يكون من الأفضل أن تنأى بنفسك عنهم أو تقطعهم عن حياتك تماما إذا كان بإمكانك القيام بذلك بأمان.
21 يمكن للناس أيضا إنشاء خطة أمان تتضمن طرقا لحماية أنفسهم من الإساءة العاطفية قبل وأثناء وبعد ترك العلاقة أو الموقف.
يمكن أن يشمل ذلك التخطيط لأماكن آمنة ونقاط هروب ، وتفاصيل الاتصال بشخص ما يمكن استدعاؤه للحصول على المساعدة ، وأنشطة الرعاية الذاتية للمساعدة في التأقلم ، وخطة لمغادرة الموقف المسيء بأمان.
في النهاية مازلت أذكركم و أذكر نفسي كإنسان و طبيب نفسي بألا تقرأوا هذه المقالة بعقلية الضحية . بل بعقلية من يريد أن يصبح إنساناً أفضل و خليقة أفضل. دمتم آمنين.
